التعليم والذكاء الاصطناعي: بين الفرص والتحديات

01 سبتمبر 2025 33 مشاهدة
التعليم والذكاء الاصطناعي: بين الفرص والتحديات

لم يعد السؤال اليوم هو: “هل يجب أن ندمج الذكاء الاصطناعي في التعليم؟”، بل أصبح: “كيف ندمجه بطريقة تضمن جودة التعليم واستدامته؟”. هذا السؤال كان المحور غير المعلن في ملتقى قادة التعليم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي 2024، وهو سؤال يستحق أن نقف عنده بجدية.

من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصًا هائلة:

تحسين طرق التدريس عبر أدوات التخصيص الذكية.

تعزيز قدرة الجامعات على متابعة الأداء الأكاديمي في الوقت الحقيقي.

توفير مسارات تعلم مرنة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.

لكن على الجانب الآخر، هناك تحديات لا يمكن تجاهلها:

مخاطر الاعتماد المفرط: إذا تحولت الجامعات إلى مجرد مستخدم سلبي للتقنيات دون تطوير محتوى محلي، فإنها ستصبح تابعة لا قائدة.

البنية التحتية: لا تزال بعض المؤسسات التعليمية تفتقر إلى التجهيزات التكنولوجية الكافية لاستيعاب هذه الطفرة.

التأهيل البشري: التكنولوجيا بلا خبرات بشرية مدرّبة قد تتحول إلى عبء بدلاً من أن تكون أداة تمكين.

الملفت أن “منصة جودة” استطاعت أن تطرح نموذجًا واقعيًا للتغلب على هذه المعضلة. فهي لا تكتفي بتقديم نظام تقني لإدارة الجودة، بل تعمل على بناء ثقافة جديدة داخل المؤسسات التعليمية، تجعل من الرقمنة وسيلة للارتقاء وليس مجرد “ديكور تقني”.

فالمستقبل لا يُقاس بمدى اقتناء الجامعات لأدوات الذكاء الاصطناعي، بل بقدرتها على توظيفها لخدمة أهداف الجودة. وإذا كان الملتقى قد أرسل رسالة واضحة، فهي أن الجودة هي البوصلة، والذكاء الاصطناعي هو المركب. والجامعات المصرية أمام اختبار: إما أن تقود هذا المسار، أو تُقاد فيه.